دنيا المركز التخصصي لأورام النساء التابع لمؤسسة لجان العمل الصحي أبصر النور في آذار من العام 2011 كأول مركز من نوعه في فلسطين تلبية للحاجة المتنامية لوجود مثل هذا المركز الذي يقدم الخدمات التشخيصية والتوعوية والتثقيفية للنساء الفلسطينيات في مواجهة الأورام النسائية وخاصةً سرطان الثدي، وقد إرتأت لجان العمل الصحي وبعد سنوات من الدراسة والبحث أن تكون الإنطلاقة في شهر آذار كهدية منها للنساء اللاتي يقعن في صلب عمل المؤسسة التي إنحازت منذ إنطلاقتها عام 1985 لهن وجعلتهن في صلب مشاريعها وخدماتها الصحية والتنموية.
قبل إنشاء دنيا وإدخال الخدمات النوعية لتشخيص المرض قبل إجراء العملية كانت النساء الفلسطينيات مضطرات لإجراء عملية جراحية لأي كتلة في الثدي من أجل تشخيص نوع الكتلة وفي حال التشخيص بالسرطان يتم إجراء عملية أخرى للثدي والعقد اللمفاوية وإن كانت المريضة محظوظة يتم تحويلها لتشخيص الكتلة في مراكز ومشافي دولة الاحتلال أو من خارج البلاد بما يعنيه ذلك من تكاليف مالية باهظة لا تستطيع الكثير منهن توفيرها عدا عن المنع من السفر أو الوصول لمراكز الخدمات التشخيصة بفعل الإجراءات الإسرائيلية والحصار المشدد الذي تفرضه دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.
إنطلاقة دنيا وبحسب مؤسسة لجان العمل الصحي كأول مركز لتشخيص أورام النساء جاءت بسبب إرتفاع عدد الحالات المصابة بالسرطان بين الفلسطينيات وغياب الخدمات اللازمة للكشف المبكر عن سرطان الثدي علماً أن سرطان الثدي يعد المسبب الأول لوفيات النساء في فلسطين، وبموجب الدراسات العلمية العالمية فإن نسب الشفاء منه تصل إلى 95% في حال الكشف المبكر عنه مما شكل دافعاً قوياً للعمل على تقديم هذه الخدمة التشخيصة وبأسرع وقت ممكن فكانت ولادة دنيا بالإستناد لقناعة المؤسسة وإيمانها بأن الصحة النوعية حق للجميع وأن وجود مركز متخصص لأورام النساء سيعمل على توعية النساء بالكشف المبكر عن سرطان الثدي لرفع نسب النجاة منه وتقليل نسل الوفاة بسببه.
بدأ دنيا العمل وفق نظرة شمولية للمرض وكيفية التعامل معه للشفاء منه وبعد عام من بدء العمل فيه تمت إضافة خدمات تساهم في الكشف المبكر عن الورم وتساعد النساء على الشفاء من المرض ومن ذلك إدخال خدمات العلاج الطبيعي بعد الجراحات والدعم النفسي ووضع علامات في الثدي للأطباء لتحديد موقع العلاج والتدخل بشكل دقيق قبل إجراء العلاجات والجراحات مما يساعد في الوصول للكتل الصغيرة والعميقة بسهولة ويسر وعدم إلحاق أضرار بباقي الثدي. وجرى كذلك إضافة كوادر طبية تتمتع بالكفاءة والريادة لتقديم جميع الخدمات التشخيصية والخدمات التكميلية.
وحتى نهاية العام 2017 وصل عدد الحالات الكلي التي إستفادت من خدمات المركز إلى 11916 حالة قدمت خدمات أخذ الخزعه ل565 حاله تم تشخيص 161 منها كحالات إيجابية، ولأن مؤسسة لجان العمل الصحي منحازة بفلسفتها وعملها للفئات المهمشة والفقيرة فقد تم تقديم الخدمات في دنيا ل2034 حاله كحالات إجتماعية معفاة ساهم إلى جانب المؤسسة عدد من الشركاء المحليين في تغطيتها، كما قدم دنيا خلال هذه المسيرة العديد من ورش العمل والمحاضرات التثقيفية والتوعوية والتي وصلت إلى 352 ندوة ومحاضرة في مؤسسات محلية وقاعدية وأهلية وحكومية وتعليمية عدا عن عيادات ومراكز مؤسسة لجان العمل الصحي المنتشرة في الضفة الغربية إستفاد منها حوالي 8000 إمرأة ورجل بشكل مباشر.
لقد أحرز دنيا حالة تقدم كبير في المجتمع الفلسطيني يمكن تلمسها في إزدياد أعداد النساء اللاتي يقصدنه عاماً بعد أخر ومن مختلف المحافظات والمناطق الفلسطينية لتلقي الخدمات التشخيصية بالإضافة إلى تمكنه من الوصول للعديد من التجمعات السكنية لتقديم خدمات التوعية حول أهمية الكشف المبكر وعدم الخوف والتهرب من عمل الفحوصات اللازمة.
ويتمتع دنيا بعلاقات محلية ودولية وعربية جيدة وفي هذا الإطار يلتزم مركز دنيا بقوانين وسياسات وزارة الصحة المتعلقة بسياسة الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، كما يلتزم بإجراءات الترخيص ومزوالة المهن المختلفة ويقوم بتحديثها وتقديمها للوزارة ويسعى المركز إلى عقد تفاهمات مع وزارة الصحة بهدف التعاون والتحويل وتبادل الخبرات إلا أنها لم ترتقي إلى مستوى المأسسة، مما يؤكد ضرورة العمل على ترسيمها وهذا ينطبق أيضاً على قطاع وكالة الغوث الدولية. وعلى الصعيد المحلي كذلك تتنامى شبكة علاقات المركز مع المؤسسات والأفراد بهدف تطويره وإدخال خدمات جديدة تسهم في إنقاذ النساء الفلسطينيات وترفع من درجة وعيهن حيث تشمل شبكة علاقات المركز المدارس والجامعات والمؤسسات النسوية والنوادي والبلديات والغرف التجارية والصالونات والمصارف ولا سيما بنك فلسطين الذي يرتبط بعلاقة إستراتيجية مع دنيا منذ خمس سنوات وخاصةً خلال شهر التوعية عن سرطان الثدي من خلال دعمه للعديد من الأنشطة والفعاليات بالإضافة للبنك الوطني الشريك في حملة حياتي منذ سنوات وبنوك ومصارف أخرى قدمت دعماً للمركز والمستفيدات خلال الفترات الماضية، وكذلك مع المؤسسات الأهلية والحكومية بحيث يتعامل المركز معهم كشركاء فاعلين وخاصةً في الحملة السنوية التي تنطلق في شهر تشرين الأول من كل عام (الشهر العالمي للتوعية عن سرطان الثدي) وجميع التبرعات التي يتم جمعها أو التبرع بها للمركز تذهب لتغطية الخدمات المقدمة للنساء المصنفات كحالات إجتماعية.
ومنذ عامين طور دنيا من تعاونه بحيث مثل فلسطين في حملة إكتوبر ضمن حملة إقليمية شملت خمس دول عربية وبعدها تطورت الحملة لتصبح عربية تشمل 10 دول.
ولدنيا علاقة متميزة مع وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية التي تشارك في بث ومضاته ومواده التثقيفية والتوعوية وتغطية نشاطاته المختلفة ولا سيما فعاليات شهر التوعية.
ويؤمن المركز ويعمل على خلق علاقة مع المستفيدات من خدماته مبنية على الثقة والخصوصية بحيث بتن يعتبرنه بيتهن الثاني وفي هذا المجال تم تشكيل مجموعتين من المتعافيات وأصبحن يمثلن المركز ويتحدثن عن تجاربهن في الإعلام والمحاضرات لتشجيع باقي النساء على عمل الفحوصات وخاصةً الفحص الذاتي الذي يعمل المركز على تعميمه كثقافة نسوية مجتمعية في فلسطين.
ويعمل المركز على الدوام لتطوير إمكاناته وكوادره من خلال التدريبات المستمرة والمشاركة الدولية في كل ما هو جديد من شأنه تطوير الخدمات المقدمة للنساء ضمن التدريبات التي تشارك بها طواقمه المختلفة.