"لين" امرأة شابة في بداية الثلاثينات مرحة ومقبلة على الحياة سعيدة بتربية أطفالها الثلاثة وشراكة زوجها المحب والداعم، جاءت للمركز كمرافقة مع والدتها المشخصة بسرطان الثدي لإجراء فحص متابعة وكان هذا في العام الثاني من عمر المركز الذي يضم طاقماً مؤهلا ومتحفزاً لنشر الرسالة وزيادة الوعي حول أهمية الفحص الدوري والكشف المبكر إضافة إلى الانتباه الخاص لعوامل الخطورة والتعامل معها حسب الحاجة.
في حالة لين انتبهت الطبيبة لعمر الأم والابنة وشرحت لها عن العامل الوراثي خاصة وأن أمها هي المصابة، وانه إضافة إلى الفحص الذاتي في البيت عليها التوجه للعيادة وعمل الفحوصات اللازمة والمتابعة بناء على النتائج.
وبالفعل تفهمت لين وتجاوبت وأجرت الفحوصات التي بينت إصابتها هي أيضا. ولحسن الحظ وبجهود المركز في نشر الوعي وتوفير وسائل التشخيص كان الكشف مبكراً والعلاج ناجحاً والشفاء نتيجة.
صار المركز بالنسبة لها عنواناً للأمان الصحي والدعم وكما أن الشيء يستدعي مثله أصبحت صحتها مسؤوليتها وصارت تداوم على عمل الفحوصات الدورية اللازمة. كذلك كانت من النساء الأوائل في الانضمام لبرنامج الدعم النفسي الذي تأسس بعد ذلك بفترة قصيرة. كيف لا وهي الإنسانة المعطاءة أصلا والداعمة لوالدتها، والتي أحست بأهمية الدعم الذي تلقته من المركز وبالتأكيد من عائلتها وأحباءها أيضا خلال تجربة المرض.
وهي الأن وبعد مرور أكثر من عشر سنوات وتجربة غنية تخللها ألم كثير وأمل أكثر، تتحدث عن تجربتها في وسائل الإعلام وكيف أثر مركز دنيا في تعزيز ثقتها بنفسها وتحدي الخجل والصورة النمطية القائمة حول السرطان. تدعم أمها وتدعم السيدات المحيطات بها فتشارك في حملات التوعية وتقدم الدعم النفسي للسيدات المصابات من خلال التحدث معهن في غرفة الانتظار خلال تواجدها بالمركز بشكل دوري حول أهمية الفحص الدوري والكشف المبكر، وأنها تمثل نموذجاً حياً لتحويل الأزمة إلى تحد وإرادة وأمل.