يأتي الأول من تشرين الأول "إكتوبر" والمخصص عالمياً للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي هذا العام في ظل ظروف إستثنائية تمر بها فلسطين والعالم بسبب جائحة كوفيد 19 التي شلت الحركة على كل الصعد الحياتية لسكان المعمورة، بالإضافة إلى تسجيل ملايين الإصابات وأكثر من مليون وفاة في العالم ومنه فلسطين بسبب فايروس كورونا.
ومع هذا ورغم المصائب التي خلفتها الجائحة لا زلنا في دنيا المركز التخصصي لأورام النساء-أحد مراكز مؤسسة لجان العمل الصحي- نؤمن بأهمية العمل والإجراءات التي يتخذها العالم وفلسطين لمواجهة الفايروس والحد من تبعاته على حياة الناس وصحتهم وبضرورة مواصلة العمل بالفعاليات والأنشطة التوعوية والتثقيفية والتشخيصية والعلاجية لمواجهة أكبر قاتل للنساء والمتمثل بسرطان الثدي جرياً على العادة السنوية التي إتبعناها منذ العام 2011 مع ولادة دنيا المركز التشخيصي الأول في فلسطين لتشخيص أورام النساء والتي تعد الخامسة عربياً على التوالي بالتعاون مع عدد من الدول العربية في إطار العمل المشترك.
وبحسب الإحصاءات الرسمية فإنه تم تسجيل 3800 إصابة بين النساء بسرطان الثدي في الضفة وغزة خلال السنوات الخمس الأخيرة، في حين لا تتوفر إحصاءات حول الفلسطينيات الأخريات المقيمات في القدس والأراضي المحتلة عام 1948 ولا في مناطق اللجوء والشتات.
وجدير بالذكر أن هذا السرطان يعد الأكثر شيوعاً من بين السرطانات الأخرى في فلسطين ويحتل المرتبة الأولى وبنسبة 16.9% من مجموع حالات السرطان المسجلة رسمياً، في حين أن سرطان القولون يحتل المرتبة الثانية حيث سجل في العام 2019، 400 حالة، وفي المرتبة الثالثة سرطان الرئة بواقع 227 حالة لنفس العام.
وفي العام الماضي لوحده تم تسجيل 529 حالة إصابة بسرطان الثدي بما نسبته 31% من بين باقي السرطانات للإناث وبمعدل 40 حالة لكل 100000 من الإناث. أما الذكور فسجل كل من سرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم 194 حالة لكل نوع.
ونحن إذ نطلق هذا العام حملة التوعية بسرطان الثدي والكشف المبكر عنه في ظل جائحة كورونا لنؤكد بأن نسبة الشفاء من المرض تصل إلى 90% في حال الكشف المبكر عنه عدا عن أن ذلك له آثار طيبة على المصابات وأسرهن صحياً واجتماعياً ونفسياً وإقتصادياُ، والرقم المشار إليه أعلاه عن تسجيل 3800 إصابة بين النساء بسرطان الثدي خلال أخر خمس سنوات يدفعنا جميعاً لتبني مفهوم الفحص المبكر والفحص الذاتي وعدم التردد في زيارة دنيا للتشخيص والمساعدة على العلاج، فوراء كل حالة ورقم قصة وحكاية والمصابات بشر وأفكار وأحاسيس وهن بنات وزوجات وأخوات وأمهات وخالات وعمات وأمهات وجدات وجارات وزميلات وصديقات ومساعدتهن واجب إنساني واجتماعي ووطني وأخلاقي وتعزيزهن واجب أيضاً وتشجيع النساء على المتابعة والفحص الذاتي والكشف المبكر يكفيهن معاناة الآلم.
إن تأثيرات جائحة كورونا بما سببته من شل للحياة وبالتالي التأثير على القدرة الاقتصادية للنساء لإجراء فحوصات التقصي والعلاجات فيما يتعلق بسرطان الثدي تفتح الباب أمام الجهات الرسمية لأخذ دورها بل وتلزمها في العمل على توفير هذه الاحتياجات وتشكل باباً أخر لكافة فئات المجتمع المقتدرة لتوفير الدعم للنساء ضمن المسؤولية الاجتماعية بما يوفر القدرة للنساء على القيام بهذه الفحوصات وينقذ حياتهن، كما أن إجراءات الاحتلال العنصرية والتي تحول دون القدرة على الوصول لمراكز تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية تستوجب على الجهات الحقوقية والصحية الدولية أخذ دورها في وقف هذه الممارسات التي تستهدف صحة الإنسان الفلسطيني والنساء في المجتمع الفلسطيني.
ومنذ إفتتاح مؤسسة لجان العمل الصحي لمركز
دنيا في العام 2011 تم فحص ما يزيد عن 18583إمرأة وتقديم 29636 فحص لهن. وإستطاع الطاقم الطبي في المركز تشخيص أكثر من 250 إصابة بسرطان الثدي تم شفاء معظمها بسبب التشخيص المبكر، إلى جانب تنظيم ورش عمل في كافة أرجاء الضفة الغربية لتثقيف النساء بما يمكنهن من الكشف المبكر والشفاء من المرض.
وقد أسهم دنيا في إحداث نقله نوعية خلال عمره الذي يزيد عن 9 سنوات في مجال التوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي بمشاركة واسعة من المجتمع المحلي بمختلف قطاعاته الرسمية والخاصة والأهلية الذي يلتف عاماً بعد أخر حول المركز وفي مقدمة هذا الدعم والمؤازة يقف بنك فلسطين الشريك الرئيس ومؤسسة العون الطبي للفلسطينيين ووسائل الإعلام الرسمية والخاصة والكثير من المؤسسات والشخصيات المختلفة، حيث أنه وخلال حملة إكتوبر 2019 تم تنفيذ 97 فعالية للتوعية وإجراء 430 فحص ماموغرام، و615 صورة ألترساوند وتشخيص 6 حالات مصابة بسرطان الثدي خلال الحملة .
يضاف إلى ذلك الأثر الطيب الذي تركته العيادة الوردية المتنقلة في تقديم الخدمات التشخيصية والتوعوية للنساء في قراهن وتجمعاتهن عبر المحافظات المختلفة فمنذ إطلاقها في العام 2018 وهي تجوب التجمعات المختلفة ضمن خط عمل بدأ بمحافظنتي رام الله والبيرة والقدس قبل أن ينتقل مطلع العام الجاري إلى شمال الضفة الغربية. وتشكل العيادة الوردية ملاذاً للنساء في المناطق المهمشة والفقيرة فبالإضافة للخدمات التي تقدم دخل أقسام العيادة عللى يد الطاقم الذي يتمتع بكفاءة تتم المتابعة للحالات التي تستوجب ذلك في مركز دنيا الذي يشرف على عملها.