شهدت مدينة نابلس شمال الضفة الغربية مسيرة حاشدة ومهرجاناً خطابيا دعا لهما دنيا المركز التخصصي لأورام النساء التابع لمؤسسة لجان العمل الصحي لمناسبة الأول من تشرين الأول "إكتوبر" إيذاناً بإنطلاق فعاليات الشهر العالمي للتوعية عن سرطان الثدي والذي درجت المؤسسة على إحياءه كل عام منذ عدة سنوات.
وكانت الفعاليات المخصصة لهذا العام شهدت تطوراً ملحوظاً عن الأعوام الماضية إن كان لجهة موقع إطلاق الحملة الخاصة بشهر التوعية في مدينة نابلس أو لجهة المشاركة المؤسساتية والشعبية فيه وجاءت تحت عنوان الحملة العربية الموحدة للتوعية عن سرطان الثدي بمشاركة عشر دول عربية على رأسها فلسطين وحملت شعار "إنتي بتكملينا... إفحصي وطمنينا".
وبدأت الحملة بمسيرة جماهيرية إنطلقت من أمام بنك فلسطين في شارع سفيان وصولاً إلى وسط المدينة رفع المشاركون فيها اللافتات المؤكدة على شعار الحملة وأطلقوا البالونات زهرية اللون ووضعوا على ملابسهم شعار الحملة العالمي الزهري وعلى ملابسهم المخصصة للغاية.
وفي المهرجان ألقى محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب كلمةً أكد فيها على دعم المحافظة للفعالية وتسخيرها كل الإمكانات الممكنة لخدمة المرأة الفلسطينية التي أتت الفعالية من أجلها كما قال، وأضاف الرجوب إن مشاركتنا اليوم ليست مجرد مشاركة في حدث عابر بل هو رسالة مجتمعية من كل المجتمع الفلسطيني للمرأة الفلسطينية التي هي نصف المجتمع وشريك أساس في صناعة النصف الأخر وهي رسالة دعم ووفاء داعياً النساء للفحص المبكر عن السرطان دون تردد أو خجل لأن الفحص ضمانة للنجاة.
وقدم المحافظ شكره لمن يقفون على فعالية إطلاق الحملة العربية للتوعية عن سرطان الثدي ومن ساهموا في إنجاحها.
أما غسان عنبتاوي عضو بلدية نابلس فقال إن البلدية تساند الحملة العربية وتفخر أن تكون هذا العام إنطلقت من مدينة نابلس مشدداً على أن البلدية لن تبخل بأي جهد يدعم النساء في هذه الحملة مطالباً النساء الفلسطينيات للتوجه السريع نحو الاستفادة من حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وأكد عنبتاوي أن نشر التوعية في المجتمع مسألة مهمة لإنقاذ حياة الأخرين وأن ما قامت به لجان العمل الصحي والمشاركين في النشاط دليل على الوعي الكامل في ضرورة تعميم التوجيه والتوعية للمجتمع.
بنك فلسطين الشريك الدائم للحملة ولمركز دنيا منذ إنطلاقته في العام 2011 فشدد في كلمته التي ألقاها مديره في نابلس بسام علاونة على مواصلة البنك تقديم مساهماته المجتمعية من أجل فلسطين والتنمية الاقتصادية والاجتماعية موجهاً الشكر لكل المؤسسات والفعاليات التي شاركت في مهرجان إطلاق الحملة وعلى رأسهم المؤسسات الداعمة.
وقال علاونة: إننا في بنك فلسطين اليوم وللعام الخامس على التوالي نشارك في إطلاق حملة إكتوبر للكشف المبكر عن سرطان الثدي في فلسطين من خلال شراكتنا مع دنيا المركز التخصصي لأورام النساء إنطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية والاجتماعية تجاه المرأة الفلسطينية، وأضاف: لقد شكلت الحملة خلال السنوات الماضية جزءاً مهماً من برنامج توعوي فعال لتشجيع نسائنا على الفحص المبكر لكشف هذا المرض، ومن ثم أصبحت جزءاً من حملة إقليمية واليوم باتت حملة عربية تنطلق من مدينتنا الجميلة نابلس ودعمنا لها إيماناً منا بضرورة دعم المرأة وعليه سنواصل دعم كل النشاطات التي من الممكن أن تساهم في دعمها لتصبح قادرة إجتماعياً وإقتصادياً وبناءة في وطنها معرباً عن أمله بأن تظل هذه الحملة تظاهرة سنوية من أجل النساء الفلسطينيات.
وتطرق علاونة إلى فلسفة بنك فلسطين في موضوعة المرأة الفلسطينية مشيراً إلى إرتفاع نسبة الموظفات فيه لتصل إلى 35% من المجموع العام وخارج البنك واصل بنك فلسطين العمل ببرنامج فلسطينية كبرنامج متكامل موجه للنساء.
من جانبها قالت شذى عودة مدير عام مؤسسة لجان العمل الصحي في كلمة المؤسسة إن الأول من تشرين الأول "إكتوبر" يعد موعداً لإنطلاق الشهر العالمي للتوعية عن سرطان الثدي وتحييه النساء في العالم ومنهن نساء فلسطين بالعديد من الفعاليات والنشاطات التوعوية وتزدان به الشوارع والأماكن العامة باللون الزهري والشارات الزهرية كعلامة دالة على المناسبة، وأضافت: إن مؤسسة لجان العمل الصحي ومنذ إنطلاقتها أولت إهتماماً كبيراً بالنساء وصحتهن عبر برامجها الصحية المختلفة وخصصت برنامجاً خاصاً ضمن دائرة الرعاية الصحية يأخذ على عاتقه متابعة صحة المرأة في مختلف مراحلها العمرية، وكانت العلامة الفارقة في عمل المؤسسة مع النساء الفلسطينيات في الثامن من آذار عام 2011 الذي شهد ولادة دنيا المركز التخصصي لأورام النساء كأول مركز صحي تشخيصي لأورام النساء في فلسطين يقدم خدماته التشخيصية والتوعوية للنساء الفلسطينيات عدا عن إسهامه في تأكيد وتعزيز ثقافة الكشف المبكر عن سرطان الثدي ما أنقذ حياة الكثيرات من النساء بالاستناد إلى الحقيقة العلمية التي تقول بأن نسب الشفاء من المرض في حال إكتشافه مبكراً تصل إلى 9 من كل 10 حالات.
وفي إستعراضها لمسيرة مركز دنيا أوضحت عودة أن دنيا إستطاع بجهود طاقمه الصحي المؤهل والمدرب وإمكاناته اللوجستية المتطورة أن يقدم خدماته للنساء الفلسطينيات بحيث سجلت سجلاته نمواً متنامياً في أعداد المستفيدات والتي بدأت في العام 2011 ب 500 حالة لترتفع وتصل في العام 2016 إلى 1553 حالة، فيما وصل العدد الكلي للنساء المستفيدات من خدمات المركز إلى 9504 إمرأة من بينهن 1849 حالة جرى التعامل معها كحالات إجتماعية، وتنوعت الحالات الكلية ما بين الاستفادة من خدمات أخذ الخزعات ل 445 حالة، وسجل المركز خلال هذه السنوات تشخيص إصابات بسرطان الثدي ل160 سيدة.
وعن الحملة العربية الموحدة قالت إننا هذا العام ونحن نطلق الحملة العربية الثانية للتوعية بسرطان الثدي بمشاركة مؤسسات متخصصة في الأورام النسائية في عشر دول عربية فلسطين،الأردن، لبنان، مصر، الإمارات العربية، الجزائر، العراق، السعودية، البحرين والمغرب وبمساهمة من شركاء محليين كانوا معنا منذ البدايات وتوسعت رقعة المشاركة اليوم لتطال قطاعات ومؤسسات أخرى نراها اليوم معنا هنا في مدينة نابلس ممثلة بمحافظة نابلس وبلدية نابلس وجامعة النجاح الوطنية وطبعاً بنك فلسطين الشريك الدائم والمعطاء للمركز والحملة منذ الإنطلاقة الأولى، بالإضافة إلى المؤسسات الوطنية والمحلية الأخرى في هذه المدينة التي أثرنا أن نطلق حملتنا هذا العام منها بعد أن كانت طيلة السنوات الماضية تطلق من مدينة رام اللة بمشاركة محافظتها وبلديتها، لأننا نؤمن بأننا من الوطن كله وللوطن كله.
وعن المرض أوضحت عودة أن مرض السرطان بكل أنواعه يعد واحداً من مسببات الموت في فلسطين إذ تشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد الحالات المسجلة في العام 2015 وصلت في الضفة الغربية إلى 2400 حالة وبزيادة قدرها 4.6% عن العام الذي سبقه وبلغ عدد الحالات الجديدة المسجلة بين الإناث بحسب ذات الإحصائية 1260 حيث جاءت أعداد سرطان الثدي بين النساء في المرتبة الأولى فوصلت إلى 427 حالة إصابة وبنسبة 17.8% من مجموع حالات السرطان المبلغ عنها في الضفة الغربية.
وأردفت إن إحصاءات الوزارة تفيد بأن مرض السرطان تسبب في وفاة 13.8 % بين الفلسطينيين وكان سرطان الثدي احتل المرتبة الثالثة بين وفيات السرطان وبنسبة 11.2% والمسبب الأول للوفيات بين النساء المصابات بمرض السرطان.
وختمت بالقول: ونحن اليوم إذ نقف هنا لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر لكل من شاركوا في هذا النشاط وعلى رأسهم وسائل الإعلام التي كانت معنا منذ البداية بالنقل والتغطية من منطلق دورها الريادي في تشكيل الرأي العام والتوعية وكذلك المؤسسات والشركاء المحليين والدوليين الذي كانت لهم بصماتهم الواضحة في الوقوف إلى جانب االنساء في مواجهة المرض والعمل على أن ينعمن بالصحة متمنية الصحة والسلامة للمرأة الفلسطينية.
وفي نهاية المهرجان وجه ماهر صالح وهو أحد مرضى السرطان دعوة للنساء للقيام بالفحص المبكر عن سرطان الثدي مسيراً إلى أنه يعاني من أربعة أنواع من السرطان أحدها سرطان الثدي إلى جاني سرطانات الكبد والعظام والرئة.
وقال صالح نستطيع كمرضى هزيمة المرض فأنا وبعد كل جلسة علاج كيماوي أعود لعملي في شركة كهرباء الشمال وأشارك في كل النشاطات المجتمعية والوطنية لأنني أؤمن بأن مقاومة السرطان مدخل لتذوق الحياة.